في اللحظات الأخيرة من لحظات اللقاء الأخير
والذي قد يعرف في حركة تبادل المفردات لقاء الوداع
يقول الناس في هذه اللحظات المفعمة بلوعة البعد والفراق
تذكــــروني بالخير سواء المقصـــــود جماعة أو فرد
والحكمــــة مما يقولون هو شوقهم ورغبتهم
بل هدفهم أن تبقى صورتهم الحسنة الرائعة
على صدر صفحات ذكريات من سيتركهم الى غياب
يتجاوز حدود النظر ومن هنا تأتي هذه الرغبة في ثياب الوصية الواجبة
ولكن الواقع سرعان ما يحسم بل يهضم الصفة الواجبة
وتصبح الحكمة منها غير واجبة وما من سر بالدلالة على ذلك
الا أن الانسان في هذه اللحظات يكون مشحون بالعواطف الجياشة
باتجاه العزيز الذي سيغيب عنه عندما تغيب هذه اللحظات
وتضئ بعدها شمس الذكريات في سماءين بعيدين مختلفين
لا يجمعهما الا شريط الماضي اما في لحظات عابرات
واما في نظرات أو عبرات هاطلات على قسمات وأسارير
وجه الحاضر بأحاسيس الماضي لاالمستقبل وفي نهاية المطاف هذه التضاريس
لن تغير من وجه الجغرافيا أي شيئ أؤكد أي شيئ !!
اذن فلماذا هذه الوصايا الواجبة ؟
ولماذا نحرص عليها لدرجة أننا لا نستوعب حقيقة وجودنا الا اذا انقسمنا كما التوائم وليس مهماً
لوكان ذلك الوعي متنامي في عالم المثاليات المطلقة لا الواقعية ؟؟؟
البرهان ببساطة لاننا نجهل حقيقة وطبيعةومدى وآثار تأثيرنا وتأثرنا في مجموعة نسيج العلاقات الانسانية
التي تنقلنا من العزلة والوحدة الى الاجتماع والجماعة والمجتمع
ومن هذا المنطلق يجب أن تتريث قبل أن تنطلقريثما تتعلم الخطأ الشائع
من اجيال لم تفلح في اعلان هذا البيان من مستودع الغموض والابهام والبيان
هنا عليك أن تفهم بأن ليس هناك داع لدعوى تذكروني بالخير بمطلق أنواعهوأشكاله اذا ما كان سيحول حياتنا الى ذكرى
فهنا الوصية الواجبة بلا ضمان باعتبار أن التذكر احساس وقدرة غير مرئية لا يدركها الا صاحبها وبالتالي فهي خاصة الخصوص
ومردها يدخل في احساس الشخص ذاته الأمر الذي لا يمكن أن ندركهسواء كان يعيش في الاشتراك معنا أو كان بعيداً عنا
وما ينطبق عليك ينطبق على صديقك أيضا
فما من ثمة وقت يمكن هدره في تلك المهرجانات
التي لا يشعر بصخبها ووجعها وزحمتها الا أنت !!!
فما من نصح لك أيها المودع الا أن تطفا هذه المشاعر
حتى لا تحترق بالوهم واذا كان من ثمة فعل من الواجب اعماله
هو أن نطفئ هذه النيران حتى نشعل نوراً جديداً
فلا تتردد في أن تقبض على ناصية النهار .... الأمل.... التفاؤل
حتى لا تغيب في سراويك ليالي الذكرى
من أجل انسان قد يفارقك ويلتحم بواقع قد يصبح غير قادر على التذكر أصلاً لما فات .
وان افترضنا أنه يتذكرك كل لحظة ماذا ستجني من الذكرى!!
غير الألم والشكوى لآذان لاتسمعك لبعد المسافات والجغرافيا
ان المقصود من هذا البيان ليس أن تتخلى عن فعل الخير أو التذكر
ولا تنسلخ عن آدميتك بل أن لا تطلب من أحد ان يصورك في ذاته
دون أن تصور ذاتك انت ببصماتك المؤثرة في برواز ذاكرته ووجدانه بالفعل لا بالقول !!
وبالتالي فان المطلوب منك أن تترك في مسلكيتكبصماتك الدامغة بالروعة المشتعلة كالشمس في عز ضحاها
حتى تصبح الدليل الممكن للشخص الذي قدمت له هذا العمل
وأخيراً قبل أن أودعك أوصيك بألا تقول لي تذكروني
فالذكرى من شيم الماضي والماضي ليس من شيم الشباب
***عــــــــــــاش الشبــــــــــــــــــــــــاب ****