هذا هو عنوان الانسان العربي سواء في الماضي القريب أو الحاضر ..
والمخجل سوف يكون في المستقبل "لاسمح الله" صفة اختصت بها بلا منازع ..
بالرغم من أنها قاصرة ومعيبة الا أنها أصبحت همزة وصل في مسيرة الحياةوالشعوب ..
وللأسف الشديد ان هذا الاحتراف أقبل بدون حد ولم يدبر بعد!!!
وذلك يرجع الى غياب الانسان عن حركة الواقع ... وعدم اكتراثه وتقديره لمعطياتها أو
تطوراتها المختلفة ..
وغياب دوره في التأثير والتأثر والمشاركة في البناء والصناعة والتقدم نحو ارساء
قواعد الهوية والشخصية الوطنية والقومية المستقلة !!
الأمر الذ ي جعله يفقد أهمية وجوده ودوره وقيمة رسالته في الحياة !! وجعله فريسة
للمعاناة المحيطة به من كل صوب وحدب !!
واكتفى بالطعام الفاسد لا درء وهن الجسد وتشويش العقل وتسميم تذوقه لنوارة الفن
والجمال .. وحمد وشكر أنه مازال على قيد الحياة ..
وعزائه في ذلك أنه مازال يتنفس بدليل أنه مسجل في السجلات الرسمية .. ويحمل بطاقة
شخصية أو جواز سفر .. أو اقامة دون هوية تثبت ذلك .. وأكثر من ذلك يمشي على
قدميه كما تمشي باقي الحيوانات .. عذراً اذا أعسرنا في التشبيه ..
والسبب في ذلك بسيط جداً أن ساستنا أغرقونا في قواعد الشطارة والربح والكسب دون
أن يعار المواطن أي حق من حقوقه المزخرفة في الدستور .. فهذه الزخارف فقط
لتسكينه وتخديره أما في حقيقة الأمر لا يستطيع أن يحصل على تأمين صحي أو
اجتماعي أو .. أو.. الخ!
الا اذا كان يملك المقابل النقدي لذلك .. وهذا أمر طبيعي ينسجم مع قوانين الخصخصة
والمحاصصة والاستثمار .. ومن هنا أصبحت المدارس والجامعات والمستشفيات
والمنتزهات والحدائق العامة وشواطئ البحار والاذاعة والتلفزيون والفضائيات
والنوادي حتى أئمة المساجد والمؤذنين .. كلها بمــــــــــقابل ..
لا يمكن أن تحصل على خدماتها الا اذا دفعت الثمن عداً ونقداً ..
لذلك نحن نعاني فمن لا يملك ثمن الدروس الخصوصية لاخيار أن يصبح أمي .. ومن لا
يملك أجرة العملية ليس هناك مشكلة لو مات .. ومن لا يملك قيمة بدل أجرة المنزل أمر
طبيعي أن يرمى على قارعة الطريق ومن لايملك أتعاب محامي محترف وهو برئ عادي
جداً لو استهلكته غياهب السجون .. ومن لا يملك واسطة مش بالضرورة يحصل على
وظيفة .. ومن يدخل في العقد الثالث من عمره دون زواج أو عمل أمر لا يؤثر على
كرامة الدولة ... الخ
لأنها صاغته في نظام محدود أساسه أن يخرج من بيته في الصباح ولا يرجع اليه الا في
المساء منهك الرأس والجسد..
ويقيم شعائر النوم عفواً المــــــــــــوت البطئ بجثمان يرفض الموت في تابوت حكومة
الحرية والعدالة والمساواة ..
وعلى ضوء هذا التمرد أصبحنا في عالم ليس لنا ..
وأصبح الانسان أو المواطن كمادة حية ونشطة ومؤثرة تصرخ بأن طالما أنا أفكر اذن أنا
موجود طالما أنا أتكلم اذن أنا موجود ..
طالما مسجل في الأوراق الرسمية للدولة اذن أنا الوجود بحد ذاته فلماذا اذن أنا غير موجود ؟؟!
بالعكس تماماً أنت موجود في السجلات المدنية الرسمية وسجلات الاحصاء المركزي .
.
وكذلك كتب التاريخ والجغرافيا وأيضا في كتب القانون والدستور وفي سجلات لجان
الجباية للضرائب.. المياه والكهرباء والمجاري والمخالفات .. الخ
ما رأيك في الاجابة هل اقتنعت أنك موجود ؟؟؟
بصوت عال أقول لك حتى لو اقتنعت أنك موجود أنت غير موجود .. لأنه لا يجوز لك أن
تكون موجود في نفس الآن الذي يجب أن يكون فيه الرئيس للدولة أو الوزراء أ
و
البرلمان أو الجمعية أو المصنع أ والحزب أو الشركة أو النادي أو الاذاعة أو
التلفزيون .. الخ .. موجود ..!!
وهذا يقوم على قاعدة تقضي بأن السيادة للحر لا للعبد ..
بالرغم من أن العصر الوثني قد توارى الا أنه مازال يفعل فعله فنياً حتى اللحظة ..
ففي بلادنا فقط تندلع الأغاني للحاكم والرئيس والملك وتخفق القصائد والأشعار ولا
نتجنى اذا قلنا أن المدح والثناء للحاكم في بلادنا جعله معصوم وتضفى عليه القداسة
ونقيس أفعاله أو أقواله بأفعال وأقوال الأنبياء والصحابة في العديد من المناسبات العامة
قياساً مع الفارق عدد مهامه أصعب لأن عدد الناس أكثر وحاجاتهم أكثر وهذه ميزة له ..
باختـــــصــــــــــار ..!!
اللهم لاحسد على السيادة اذا كانت تجتمع في الرئيس أو في جماعته أو في صلاته يوم الجمعة ..
واللهم لاحسد على هذه الدولة التي تقوم على شخص الراعي دون الرعية .. اللهم لاحسد
على هذه الدولة التي منحتنا شهادة العبيد بعد أن ولدتنا أمهاتنا أحراراً وبعد أن حررنا
الرئيس من الاستعمار !!!
فيا أيها المواطن العربي :
لا تعجب ولا تحزن !!
ان أمتنا واحدة ودولتها عشرين طعش !!
وهذا ليس اختراع جديد فكانت في الماضي دولة أموية وعباسية وفاطمية وبطيخية
وجزمة منتظرية ستأتي قريباً لاتعجب !!!
من أن الرئيس هو الذي يملك السيادة وهو الذي شرع السياسات ويصدق عليها ويوصي
بتنفيذها ..
والحكومة والبرلمان لا تراقب قانونية وشرعية التنفيذ بل تراقب وتحاصر وتضرب بيد
من حديد كل من يحتج أو يرفض أو يعارض أو يعترض أو يتمرد!! على سياسات
الرئيس أو حكومته الملهمة الرشيدة ..
فلا تعجب في عصر الذرة والنيترون اذا توصلت الى قناعة مفادها أنك تعيش في مزرعة
وليس في دولة فمثلاً وزير البترول هو البترول
ووزير التعليم هو التعليم ووزير المواصلات هو المواصلات ووزير العدل هو العدل ..
ورئيس النادي هو المدرب واللعيبة والمشجعين .
.
وهكذا دواليك .
.
وهذا ينطبق على كل شئ يدخل في ملكية الرئيس ، الرياضة والثقافة والاعلام فمثلاً لا
تغرد الا للرئيس السينما والأفلام لا تأخذ موافقة الا اذا تصدرت صورة الرئيس المشاهد المهمة في الفيلم أو المسلسل ..
مناهج التعليم يجب أن ترجع نسب الرئيس الى سلالة الأنبياء والى البيت فضلاً عن
انجازاته في تحرير البلاد من الاستعمار والتخلف والتفاوت الطبقي والعجز والمرض الخ !!!
طبعاً والشعب بجميع قواه خارج التغطية ..
وللأسف هذا القانون لا ينتهي بموت الرئيس فمن يخلفه يقود نفس المسيرة سواء خلفه
بالوراثة أو الانقلاب أو كان السبب الرئيسي في اغتياله الرئيس الجديد ..
أو جاء من خلال صندوق الاقتراع بعد أن يتم شراء أحزاب المعارضة وتخدير المواطن
وتسكين الوطن ..
سيان الرئيس قادم قادم لأنه يملك كل ثروات وموراد الوطن ..
وكذلك يملك المؤسسات والمرافق والسلطات الرئاسية والتشريعية والتنفيذية والحزب الحاكم..
حتى النشيد الوطني والبساط الأحمر والعلم لا يختص به سوى الرئيس فهوفي الواقع
يعيش ضمن الحدود الشرعية لدولته العامة ان جاز التعبير..
والشعب والمواطنين يعيشون في دولتهم الخاصة بعيداً عن دولة الرئيس العامة والقانون
الناظم مابين الدولتين المصابتين بحالة الشيزوفيرونيا شعرة معاوية مع شوية مخدرات
كلامية أو عرقية أو دينية أو طائفية تخدم سياسة دولة الرئيس في مواجهة العدو الخارجي .. " عدو وهمي"
والمصيبة الكبرى أن الرؤساء والملوك وذوي النفوذ اخترعوا فكرة الدولة وسلطاتها
وأفردوا مجموعة قوانين تنظم مناحي الحياة من خلال مشاركتك في الانتخابات وهذه
اللحظة التاريخية التي يشعر فيها المواطن بأنه يملك شرف المشاركة في مهرجان
السيادة باعتباره انه أحد العناصر المساهمة في صناعة السيادة !!
ولكن للأسف لا يشعر بذلك الاحساس لأنه يصل صندوق الاقتراع ومخدرات التضليل
والتسكين تدب في كل أوصاله وأوجاعه وحتى تفرغ من جسده هذه السموم ..
ينتهي دوره ويبدأ دور الرئيس ويدخل في غيبوبة النظام والأمن وسيادة القانون دون أن
تعيره دولة الرئيس أي اهتمام ودون أن تكترث بمخالب الأسعار الوحشية وعجزه
ومرضه وضياع فرصته في العمل والحياة معاً ..
والنتيجة أن الرئيس يتغير والسياسات المهينة العاجزة التي تولد الاثارة والحرمان
والتخلف والتفاوت الطبقي لا تتغير أبداً الا من فوهات ارادتنا .. نحو التغير والتحرر
ليس بالقفز .. وانما وفق عملية تراكمية أساسها التمرد .. الرفض .. المعارضة .. والا
سنصبح أمة ضائعة ..اذا ما استوعبنا ان التغير في الواقع يجب أن يبدأ من التغير في
وعينا ..؟؟
والدرس الثاني يجب أن نفرق مابين ملكية الشئ والسيادة عليه وأين نحن من ذلك وفي
أي مرحلة من مراحل التاريخ نعيش ؟؟
وأخيــــــــــــــراً يسقط الرئيس ودولة الرئيس
وتحيا الجماهير .. وحتماً لمنتصرين
والفجر قادم .. قادم لا محالة